يحتل قطاع التأمين الأردني مكانة متقدمة في الاقتصاد الوطني ويشكل نسبة جيدة من الناتج المحلي الاجمالي، وسنستقطب اليوم مؤسسة تأمينية اعتلت قمة هذا الاقتصاد شركة الاردن المتوسط والخليج للتأمين «مد غلف» التي استحقت بما تمتلكه من انجازات أن تكون بين الشركات الأولى في هذا المجال مستثمرة قدراتها في الريادة وترجمتها للأفكار الابداعية على أرض الواقع. فهي تمتاز بوجود إدارة ذات كفاءة على قدر عال من المسؤولية، وكادر مؤهل تم انتقاء موظفينه بشفافية بما يتمتعون به من قدرة على الابتكار وحس الانتماء، وللشركة عدد كبير من العملاء الذين يثقون بها كل الثقة ويؤمنون بأن شركتهم هي الأولى في توفير حجم التغطية المناسبة لهم مما ترك لها بصمة واضحة في عالم التأمين. ولأننا متيقنين بان صلابة أي شركة ما هو إلا جهد جماعي يترأسه قيادي ناجح استطاع تثبيت دعائمه وترسيخ أساساته، كان لنا حوار شيق مع مدير عام مد غلف للتأمين السيد أمين صبري الذي وجدنا فيه شخصية عالية الأفق تجمع بين المعرفة والثقافة مع التواضع والخلق الدمث حلقنا معها في قطاع التأمين لنتنقل بخفة وحرفية في جميع جوانب هذا القطاع المليء بالتفاصيل.
وتستضيف المستثمرون في عددها المدير العام أمين صبري وكان معه الحديث التالي:
المستثمرون: تعتبر شركة مد غلف للتأمين من الشركات الرائدة في هذا القطاع ومن الأسماء البارزة فيه ،هل لك أن تعطينا لمحة عن انطلاقة الشركة وصولا إلى مرحلة الانجازات التي تحققت؟
صبري: بدأت مجموعة مدغلف «المتوسط والخليج للتأمين» أعمالها في لبنان عام 1980 ثم توسعت إلى الامارات، السعودية، البحرين,الاردن ومصر.و هي شركة كبيرة الحجم من حيث اقساط التأمين وحجم الاستثمار تعمل الشركة على تعزيز أنشطتها من خلال عمليات الاستحواذ والاندماج المتتالية لتوفير مجموعة شاملة من منتجات وخدمات التأمين وإعادة التأمين بأعلى المعايير وتوفر برامج تامينية كاملة وشاملة وتطبق افضل المعايير الدولية والممارسات المهنية لتقديم تغطية تامينية الى جانب كل خطوة. وتسعى الشركة لان تكون رائدة على المستويين الاقليمي والعالمي لخمات التأمين الميتكرة والشفافة والمبنية على اعلى مستويات الحماية التأمينية التي تلبي كافة احتياجات ومتطلبات عملائنا. مد غلف تطمح ان تكون في مصاف الشركات المتقدمة وتسعى الى ذلك من خلال الخبرات التي تمتلكها الشركة والبرامج التأمينية المتنوعة والمتجددة التي تطرحها للعملاء. كما عمل مجلس الاداره والموظفون بنشاط خلال السنوات السابقه الى ان اصبحت الشركه في المستوى الحالي. كانت الانجازات التي حققتها الشركه واضحة المعالم في اتجاهات عديدة.
المستثمرون: واجهت شركات التأمين صعوبات واضحة نتيجة الأزمات الاقتصادية على الصعيدين العالمي وعلى صعيد المنطقة ، ما مدى التأثير الذي لحق بواقع نشاط قطاع التأمين في المملكة وما الاجراءات التي يمكن اتباعها للخروج من بوتقة الأزمة
صبري: ان قطاع التأمين مثل باقي القطاعات الاقتصاديه يتأثر سلبا او ايجابا بمؤشرات اقتصاديات. فالتأمين يلحق بالاقتصاد صعودا او هبوطا. ان جزءاً مهما من الصعوبات التي واجهتها بعض شركات التأمين في الاردن خلال السنوات الماضية. فالاداره السليمه يمكنها التعايش مع المؤثرات السلبيه على السوق. قد لا تستطيع تحقيق نسب نمو واضحه ولكنها في معظم الاحيان تستطيع المحافظه على ما تم انجازه في السنوات السابقه حتى يتحسن الوضع العام وتعود الشركه لمواكبة النمو في الاقتصاد. ان الالتزام بالمعايير المهنيه السليمه وبسياسة استثمارية حصيفه وكبح جماح المصاريف غير الضرورية هي الاساليب الواجب اتباعها في جميع الاوقات.
المستثمرون: كيف تنظر الى قطاع التأمين تحت مظلة البنك المركزي صبري: تعد هذه الخطوة رائدة وستنعكس على القطاع لان القطاع بحاجة الى مظلة ومرجعية تنظم عمله وتكون هي المشرع للتعليمات والقوانين كما ان البنك المركزي الاردني مشهودا له بالكفاءة العالية والخبرة الامر المبشر بمستقبل اكثر ايجابية وفاعلية ولكنه يحتاج الى وقت وتعاون بين شركات التأمين والبنك المركزي المستثمرون: ظهرت الحاجة الى الحوكمة في العديد من القطاعات الاقتصادية المتقدمة خاصة بعد الانهيارات المالية والازمات الاقتصادية، فما هو رأيكم بالحوكمة،وتحديد البنك المركزي راس مال الشركات
صبري: أن تكون الادارة التنفيذية مستقلة باتخاذ القرارات المناسبة دون وجود اي ضغوطات عليها الامر الذي ينعكس ايجابا على شفافية العمل والنهوض بمستوى الشركات. أما بالنسبة لقرار البنك المركزي في تحديد راس مال الشركات فهذا لم يؤثر على ميد جلف للتامين لان الشروط مطابقة بالنسبة الينا حيث ان راس مال مد غلف 10 مليون دينار اردني وليس لديها برنامج التأمين على الحياة والبنك حدد 8 مليون دينار اردني كراسمال للشركات التي ليس لديها تامين على الحياة و 16 مليون دينار اردني للشركات الاخرى التي تمتلك تامين على الحياة ومن وجهة نظري القرار ايجابي ولكن بالوقت نفسه قطاع التأمين بحاجة الى اجراء بعض التعديلات وخاصة فيما يتعلق بالتأمين الالزامي للسيارات حيث يصبح القطاع جاذب للاستثمارات والعائد على راس المال مجدي للمستثمرين
المستثمرون: المنافسة هي روح السوق وفي الحديث عنها لا بد ان نعرف كيف يرى السيد امين صبري جدوى المنافسة بين الشركات في قطاع التأمين
صبري: للاسف المنافسة في القطاع ليست مجدية،لان تخفيض الاسعار يؤدي الى الحاق خسائر بالشركات وخاصة ان اسعار البرامج التأمينية لم تتغير على مدارالسنوات السابقة وبقيت ثابتة وقد تكون للمنافسة على العكس اثر سلبي فمن خلال المنافسة المحتدمة يتم حرق الاسعار خاصة في ظل عدم وجود استثمارات جديدة واقساط تامينية جديدة وبقاءها على الاقساط القائمة
المستثمرون: ما مدى توافق النتائج المالية التي حققتها الشركة العام الماضي مع الأهداف والخطط الموضوعة لها وماذا ستكون أبرز التحديات والمعيقات التي ستواجهها الشركة خلال العام الحالي
صبري: ان الوضع الاقتصادي في الاردن خلال السنوات القليله الماضيه لا يسمح بوضع خطط طموحه تشمل نسب نمو مرتفعه ، لذلك فان ما تحقق من نتائج لا يبعد عن التوقعات آخذين بعين الاعتبار السياسات التي تنتهجها الشركه في اكتتاب الاخطار المختلفه وعدم التركيز على بعض انواع التأمين. ان بوادر العام الحالي لا تشير الى انه سيختلف كثيرا عن العام السابق بل قد نواجه تحديات حقيقيه مثل مايحدث في الاونة الاخيرة مثل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي اثر سلبا على جميع القطاعات والذي بدوره انعكس على الشركات من تسديد الدفعات المادية المستحقة والتدفق النقدي