تعتبر الزراعة من المهن الأولى التي مارسها الإنسان على الأرض، وذلك لارتباطها الكبير بالعيش والغذاء، إلا أنه مع مرور الوقت وتغيير نظام الزراعة في العالم، أصبحت هناك بعض المحاصيل التي تتسبب في تدمير الكوكب، وذلك يرجع لعدة أسباب، منها إزالة نسبة كبيرة من الغابات في العالم، وفقدان التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تلوث المياه الصالحة للشرب.
من أجل التغلب على هذه المشاكل الذي يواجهها كوكبنا ينصح بالتوازن في إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية التي لها دور غير مباشر في بعض أزمات البيئة، بالإضافة إلى القيام بممارسة زراعية عقلانية.
حسب موقعListverseالأمريكي تخضع زراعة القمح، الذي يمثل عنصراً أساسياً في تاريخ الحضارة البشرية يزيد عمره عن عشرة آلاف عام، لتدقيق بيئي بسبب ممارساتها الزراعية. تشير الأبحاث إلى أن تأثيرات زراعة القمح على البيئة تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث يعادل حجم تأثيرها مساحة واسعة نتيجة الاعتماد الشديد على الأسمدة الاصطناعية.
تعمل الأسمدة الاصطناعية على زيادة إنتاج القمح، لكنها في الوقت ذاته تسهم في مجموعة من المشكلات البيئية، بما في ذلك تغير المناخ وتفاقم ظاهرة ازدهار الطحالب، وتشكل المناطق الميتة في المحيطات نتيجة لتصريف العناصر الغذائية فيها.
حسب دراسة أُجريَت عام 2017 أظهرت أن استخدام الأسمدة في زراعة القمح يمثل التأثير البيئي الأكبر لصنع رغيف الخبز، إلى جانب ذلك، فإن الأسمدة الزراعية ليست تهديداً فقط للنظم البيئية المائية، بل تسهم أيضاً بنسبة 5% من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة.
يؤدي تصريف هذه الأسمدة إلى زيادة تكاثر الطحالب السامة في المحيطات وتكوُّن المناطق الميتة، مما يؤثر بشكل كبير على الحياة البحرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن زراعة القمح تتطلب كميات كبيرة من المياه وتستخدم المبيدات الحشرية التي تؤثر على التنوع البيولوجي.
من المتوقع أن يؤثر تغير المناخ بشكل كبير في إنتاجية القمح، مما يزيد الإنتاج في بعض المناطق ويجعل مناطق أخرى أكثر عرضة للطقس المتطرف. ولتقليل هذه الآثار، ينصح الخبراء بتبني ممارسات زراعية مستدامة مثل نظم الزراعة الدائرية واستخدام محاصيل التغطية التي تساعد في تخفيف الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية.
عندما يتعلق الأمر بعشقنا للقهوة، فإن الحب العالمي لهذا المشروب يأتي بتكلفة مخفية، وهي بصمة كربونية كبيرة تساهم في تغير المناخ. يتناول الأشخاص في المتوسط حوالي 2.7 كوب من القهوة يومياً، مما يبلغ إجمالي استهلاكها حوالي ملياري كوب في جميع أنحاء العالم.
تتكون بصمة الكربون من دورة حياة حبوب القهوة بأكملها، بما في ذلك زراعتها ومعالجتها وتعبئتها وتخميرها. وتأتي أكبر نسبة من هذه البصمة من مرحلة الإنتاج، التي تمثل ما بين 40% إلى 80% من إجمالي الانبعاثات. يعزى هذا إلى الممارسات الزراعية المكثفة مثل الري والتسميد واستخدام المبيدات الحشرية، التي ازدادت تعقيداً بسبب التحول من زراعة القهوة التقليدية في الظل إلى المزارع المعرضة لأشعة الشمس.