“أهل الكهف”.. لعلها عبرة لصناع السينما

يتفرق دم الفيلم بين عدة عناصر، أبرزها بالطبع المعالجة المتواضعة جداً لمسرحية الحكيم الذهنية، التي كتبت عام 1929، ونشرت لأول مرة عام 1933 لتصبح فتحاً في تاريخ الأدب والمسرح العربي.

تبدو مسرحية الحكيم مشغولة شكلاً وموضوعاً بسؤال الزمن وعلاقته بالبشر، في وقت كانت فيه الحياة السياسية والاجتماعية في مصر تجني ثمار المخاض الهام بعد ثورة 1919، وبدا أن الحكيم مهموماً بمعادلة التنبيه أن البقاء في كهف التاريخ دون مواكبة حركة الزمن، لم يحول شخصيات العمل إلى قديسين، بل مجرد أشباح لا تدري عن تطور الحياة والوجود سوى بقايا من ذكريات لم تعد تجدي، حتى لو تجسدت بعضها، كما في شخصية الأميرة بريسكا ابنة الملك الوثني دقيانوس وحبيبة واحد من أهل الكهف، وشبيهتها ابنة الملك المسيحي عقب 300 سنة، والتي لا تتماس معها سوى في الصورة فقط بينما الجوهر والشخصية مختلفين.

بينما لا تبدو المعالجة مهمومة بأي من هذا، وهو من حق السيناريست في حال وجود همّ فكري ودرامي آخر، يمكن أن يعاد اكتشاف النص من خلاله.

لكن ما فعله قمر هو أنه لم يترك موضوع النص الأصلي في حاله بمتانته الفكرية وتماسكه الفلسفي، ولم يتمكن من طرح زاوية تناول أخرى تتناسب عضوياً مع طبيعة الحدث الأساسي، بقاء سبعة رجال مؤمنين نائمين في الكهف 300 عام، ثم استيقاظهم ليواجهوا العالم الذي لم يعد يعرفونه ولا يعرفهم.

Dheia Alhouraniz

Read Previous

هواوي: أنجزنا في 10 سنوات ما حققه الأوروبيون والأميركيون خلال 30 عاماً

Read Next

دراسة: الذكاء الاصطناعي قد يساهم في خفض انبعاثات الشحن البحري

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *