آلاف المتظاهرين في واشنطن يطالبون بوقف إطلاق النار على غزة    

تجمع الآلاف السبت، في العاصمة الفيدرالية الأميركية مطالبين بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في قطاع غزة المحاصر، ومنتقدين سياسة واشنطن الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.

رفع المتظاهرون في واشنطن، ومعظمهم شبان وأفراد عائلات، الأعلام الفلسطينية، ووضع كثر منهم الكوفية الفلسطينية التقليدية، في اليوم التاسع والعشرين من الحرب على غزة، مطالبين بـ “وضع حد فوري لحصار غزة”.

وهتف المشاركون في التظاهرة “نقول لك لا، جو مرتكب الإبادة”، في إشارة الى الرئيس الديمقراطي جو بايدن. وكتب على لافتات “نحن بشر مثل الأوكرانيين” و”بايدن لا يمكنك أن تختبئ، لقد وافقت على إبادة”.

وأظهرت إدارة الرئيس بايدن دعما كبيرا لحليفتها إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول. ولا تزال الإدارة الأميركية ترفض المطالبات بوقف إطلاق النار مكتفية بالدعوة إلى “هدنات إنسانية”.

وقالت أماندا أيزنهاور (24 عاما) التي أتت من فرجينيا، إن “السماح بإزهاق هذا العدد الكبير من الأرواح البريئة أمر مرفوض، ولا نستطيع اعتبار ذلك نزاعا متكافئا”.

وأضافت “إنها وصمة تصيب تاريخنا ولا يمكنني القبول كمواطنة أن تمول الضرائب التي أسددها هذا الأمر”.

وقالت ياسمين إيمان (25 عاما) التي أتت من نيويورك “لن نصوت للحزب الديمقراطي” مع ترشح بايدن لولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني 2024.

وأضافت “سنتأكد من أن جميع من نعرفهم لن يصوتوا للحزب الديمقراطي لهذا السبب”.

وعلى غرارها، أمضى العديد من المتظاهرين ساعات طويلة للوصول إلى واشنطن والمشاركة في هذه التظاهرة الأكبر في العاصمة الأميركية منذ اندلاع الحرب على غزة.

– تظاهرات حول العالم –

ونظم آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين تظاهرات في لندن وبرلين وباريس وأنقرة وإسطنبول وواشنطن العاصمة السبت، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة والتنديد بأفعال إسرائيل بعد تكثيف جيشها عدوانها على القطاع.

وأظهرت لقطات تلفزيونية في لندن حشودا كبيرة من المحتجين والتي أغلقت أنحاء منوسط المدينة قبل أن يتوجهوا نحو ميدان الطرف الأغر.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الحرية لفلسطين” وهتفوا “أوقفوا إطلاق النار الآن” و”بالآلاف وبالملايين كلنا فلسطينيون”.

وقالت شرطة العاصمة لندن إنها ألقت القبض على 29 شخصا بتهم تشمل التحريض على الكراهية العنصرية والإضرار بالنظام العام على أساس عنصري. وجرى إلقاء القبض على شخصين للاشتباه في خرق تشريعات مواجهة الإرهاب فيما يتعلق بصياغة لافتة رفعت خلال الاحتجاج.

وتؤيد بريطانيا حق إسرائيل فيما أسمته “الدفاع عن نفسها” بعد أن هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول أراضي فلسطينية تحلتها إسرائيلي.

وعلى غرار واشنطن، لم يصل الأمر بحكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى حد الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، وبدلا من ذلك دعت إلى فترات من الهدنة الإنسانية للسماح بوصول المساعدات إلى المحتاجين.

وقال مسؤولو الصحة في غزة السبت، إن أكثر من 9488 فلسطينيا استشهدوا حتى الآن في العدوان الإسرائيلي.

وسار آلاف المحتجين في وسط باريس للمطالبة بوقف إطلاق النار رافعين لافتات كتب عليها “أوقفوا دائرة العنف” و”عدم فعل شيء، وعدم قول شيء، يعني التواطؤ”.

كان هذا أحد التجمعات الكبيرة الأولى لدعم الفلسطينيين التي سمحت السلطات بتنظيمها بشكل قانوني في باريس منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وحظرت السلطات الفرنسية بعض التجمعات السابقة المؤيدة للفلسطينيين بسبب مخاوف من وقوع فوضى.

وتستضيف فرنسا مؤتمرا إغاثيا دوليا حول غزة في التاسع من تشرين الثاني الحالي، في إطار سعيها لتنسيق المساعدات للقطاع.

وقال أنطوان جيريرو، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 30 عاما، “لقد جئنا إلى هنا اليوم لإبداء تضامن شعب فرنسا مع الشعب الفلسطيني ودعمنا للسلام، وللتوصل إلى حل سلمي على أساس دولتين، دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية”.

وعبر وحيد بارق، وهو متقاعد يبلغ من العمر 66 عاما، عن أسفه لـ “مقتل” المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال “أشعر بالأسف لمقتل مدنيين من الجانبين. لا علاقة للمدنيين بهذه الأعمال. إنه أمر مخز حقا”.

وفي برلين، لوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وطالبوا بوقف إطلاق النار في غزة. وتظاهرت امرأة ورفعت ذراعها في الهواء وكانت يدها مغطاة بدماء زائفة.

وتجمع مئات المحتجين في إسطنبول وأنقرة، قبل يوم من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تركيا لإجراء محادثات بشأن غزة.

وتدعم تركيا، التي انتقدت إسرائيل والدول الغربية بشدة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حل الدولتين وتستضيف أعضاء من حماس. ولا تعتبر أنقرة حماس “منظمة إرهابية”، على عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي حديقة ساراتشاني بإسطنبول، رفع المحتجون لافتات كتبوا عليها “بلينكن يا شريك المذبحة ارحل عن تركيا”، مع صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبلينكن عليها علامة “‭‭‬إكس‭‬‬” باللون الأحمر.

وقالت المعلمة جولسوم ألباي (45 عاما) “يموت الأطفال والرضع هناك قصفا”.

وأظهرت لقطات من أنقرة محتجين يتجمعون بالقرب من السفارة الأميركية، وهم يرددون هتافات ويحملون لافتات كتبوا عليها “إسرائيل تقصف المستشفيات، وبايدن يدفع ثمن ذلك”.

– احتجاجات أمام منزل نتنياهو –

صدت الشرطة الإسرائيلية محتجين كانوا يتظاهرون أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السبت، وسط غضب شديد من الإخفاقات التي أدت إلى الهجوم من غزة الشهر الماضي، على بلدات فلسطينية تحتلها إسرائيلي في محيط قطاع غزة.

ولوح المئات بالعلم الإسرائيلي ورددوا هتافات “السجن الآن!” قبل أن يقتحموا حواجز الشرطة حول مقر إقامة نتنياهو في القدس المحتلة.

يسلط هذا الاحتجاج الضوء على الغضب الشعبي المتزايد تجاه القادة السياسيين والأمنيين، وتزامن مع استطلاع للرأي أظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة نتنياهو.

ولم يقر نتنياهو حتى الآن بالمسؤولية الشخصية عن إخفاقات سمحت لحماس في السابع من تشرين الأول لتنفيذ عمليات في الأراضي المحتلة، مما أدى لمقتل أكثر من 1400 إسرائيلي واحتجاز ما لا يقل عن 240 رهينة.

ومع تلاشي آثار الصدمة الأولى، تزايد الغضب الشعبي إذ انتقدت العديد من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بشدة رد فعل الحكومة وطالبت بتحرير ذويهم.

كما تظاهر الآلاف في تل أبيب ملوحين بالأعلام ورافعين صورا لبعض الأسرى في غزة ولافتات كتبوا عليها شعارات مثل “أطلقوا سراح الرهائن الآن بأي ثمن”.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين هجوما جويا وبريا مكثفا على غزة، حيث قالت السلطات الصحية، إن ما لا يقل عن 9488 فلسطينيا استشهدوا جراء الهجمات حتى الآن. وتحولت مساحات شاسعة من القطاع الذي تديره حماس إلى أنقاض.

ونتنياهو شخصية مثيرة للانقسام حتى قبل الحرب، إذ كان يحاكم بتهم فساد ينفيها كما قدم خطة للحد من صلاحيات السلطة القضائية دفعت مئات الآلاف إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج.

وأظهر استطلاع رأي أجرته القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية السبت، أن 76% من الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة نتنياهو بينما قال 64% إنه يجب إجراء انتخابات بعد الحرب مباشرة.

وعندما سئلوا عن المسؤول الأكبر عن هجوم حماس، حمل 44% من المشاركين في الاستطلاع نتنياهو المسؤولية في حين حمل 33% المسؤولية لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الجيش وألقى 5% باللوم على وزير الدفاع.

Dheia Alhouraniz

Read Previous

اتحاد كرة القدم يطلق مشروع الشاشات الإعلانية في ملعبي عمان والحسن

Read Next

“القسام”: مقتل 9 جنود لقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الماضية

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *