زهور جميل ملاعب.. علامة الذهاب إلى الربيع……

منذ العام الماضي والمشهد التشكيلي اللبناني يشهد عودة للطبيعة سواء كموضوعة تشكيلية، كما عند هدى بعلبكي في “رحلة مواطن كوني”، أو حتى بروزها منذ العنوان، كـ”غابة” آلان فاسويان، والأشجار في “حديقة كبيرة تحتضن السماء بأغصانها” لريما أميوني، أو حتى المعرض الجماعي الذي أُقيم في موسم الأعياد بعنوان “أهدني شجرة لموسم الأعياد”. 

وفي ذات السياق يحضر التشكيلي جميل ملاعب (1948) ليوقّع هذه الأيام اشتغالات جديدة، في معرض يحمل عنوان “زهور ملاعب”، الذي يتواصل في “غاليري جانين ربيز” ببيروت حتى الخامس والعشرين من شباط/ فبراير الجاري.

بهذا يستحيل الكائن الرمزي والصغير (الزهرة) معجماً لونياً ينطوي على أبواب وفصول، تكاد تتعلّق وتنفتح على بعضها من خلال كُوىً وتوليفات. لكنّ هذا لا يعني أنّ اللوحة ستُلاحق موضوعها من حيث الحجم، وتتأقلم مع نمنمته؛ على العكس، فحجوم اللوحات متوسّطة، وهذا ما يرتقي بموضوعه إلى مقاربة أكثر رشاقة.

لا تخلو إحالاتُ ملاعب من طقس فيه مقدارٌ من السرور، نخرج فيه من الإسقاطات اللونية التي تُحاكي الأجواء الاجتماعية – كما يحدث في بعض المعارض الأخيرة – إلى مساحة أكثر انشغالاً باللون في ذاته. وهنا لا بدّ من الدخول إلى تحت هذه القبّة التي يشدُّها الفنّان من كلّ جهة، ويرفعها على سيقان الكائن النحيل الرقيق، في محاولة لاستخراج كلّ طاقات الزهور، لا من حيث وظيفتها الجمالية المعروفة سلفاً فحسب، بل من حيث التنويع واختلاق وظائف أكثر متانة وممسوسة ببُعدٍ لا يخلو من قوّة.

وترجمةُ هذا تقنياً، هي قدرة اللون على الاكتفاء بذاته، واستغراقه في حدود قصوى رغم أنّ اللوحة الواحدة تتجاور فيها مروحةٌ مختلفة من الألوان.

Dheia Alhouraniz

Read Previous

“رفقاء عمْر” لرباب نمر ومصطفى عبد المعطي: في التعرّف إلى عائلة فنية………

Read Next

إغلاق مشغل مركزي لمطعم شاورما في إربد وفرعيه بالمفرق وجرش بعد اشتباه بحالات تسمم……..

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *