ساعات قليلة تفصل العالم عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تنطلق مساء الثلاثاء، إذ يتنافس فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ورغم احتدام المنافسة بين المرشحين إلا أنهما يتفقان على دعم إسرائيل.
فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، وما تبعه من قتل للمدنيين وتشريد آلاف العائلات الفلسطينية، وتدمير للبنى التحتية ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لقطاع غزة برمته، سارع كل من مرشحي الرئاسة الأميركية ترامب وهاريس بدعم إسرائيل؛ بما تقوم به تجاه الفلسطينيين.
ترامب وهو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية من الفترة 2017 إلى 2021 عن الحزب الجمهوري لم يتردد لحظة في تصريحاته التي اعتبرها محللون معادية للفلسطينيين صرح مرارا وتكرارا على مدار عام كامل بمقولته الشهيرة “إنه لو كان في الحكم لما وقعت هذه الهجمات”.
يرى الخبير بالشأن الأميركي في القدس حسين الديك أن تأثير الانتخابات الأميركية على قطاع غزة فيما بعد الانتخابات قد يكون فرصة لبداية الحلول والمبادرات السياسية في حال نجاح هاريس، وقد يكون فرصة لإدخال المساعدات الإنسانية، وربما وقف إطلاق نار مؤقت لإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وقد يكون انفراجا على الصعيد الإنساني.
وخلال حديث الديك لـ “المملكة” بشأن التغير الحقيقي في الحلول السياسية استبعد ذلك؛ لأن موقف كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري من إسرائيل هو موقف ثابت مبني على علاقة استراتيجية ما بين الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي من رام الله أشرف عكة خلال حوار أجرته “المملكة” أن الديمقراطيين حريصون جدا على وقف هذه الحرب، ولن يطيلوا بالهم أكثر على نتنياهو وخصوصا أن هذه الحرب استنفدت أهدافها، ولم تحقق ما يريده نتنياهو، ولن يقبل ما يقدمه ويطرحه نتنياهو سواء بإعادة احتلال القطاع وعمليات التهجير، أو فرض واقع أمني يتنافى مع الاتفاقيات الموقّعة ومع رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأضاف أن “هذا سينعكس بالضرورة على توجهات ترامب، وإنه سيكون هناك شكل من أشكال التعاون بين نتنياهو وترامب خصوصا في الضفة الغربية، وتلك القضايا التي تم حسمها في السابق وهي موضوع القدس وضم الجولان وقد يكون هناك اتفاق على ضم المستوطنات الكبرى”.
ولكن هذه الانتخابات وما بعدها قد تتضح الصورة أكثر بشأن بداية الوصول إلى هدن إنسانية ووقف إطلاق نار مؤقت وإدخال المساعدات الإنسانية، أما المشاريع الإسرائيلية فهي مستمرة.
هاريس التي شغلت منصب نائبة الرئيس الأميركي عن الحزب الديمقراطي صرحت لأكثر من مرة بمقولة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
وما بين هذه التصريحات التي دعمت حكومة نتنياهو بشكل واضح وعلني لما تقوم به في غزة فإن آلة الحرب الإسرائيلية خلفت عشرات الآلاف من الشهداء جلهم من الأطفال والنساء إضافة إلى أن الحياة في قطاع غزة أصبحت صعبة من جراء تلاشي مقومات الحياة.
وقبيل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية، ظهرت غزة بين من أبرز القضايا المهمة التي أخذت حيزا كبيرا من نقاشات الناخبين الأميركيين خاصة اليهود والمسلمين منهم، في حين يحاول كل من ترامب وهاريس مهاجمة سجل نظيره فيما يتعلق بغزة وموقف إدارته منها حال وصوله للبيت الأبيض.
